٩٠ - وَرَوَى الْخَطِيبُ مِنْ طَرِيقِ الْخَضِرِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ اللَّيْثَ، يَقُولُ: حَجَجْتُ أَنَا وَابْنُ لَهِيعَةَ، فَرَأَيْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ إِلَى دُكَّانِ عَلافٍ، فَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: مَوْلًى لَنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى مِصْرَ، جَعَلْتُ أُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَالَ أَيْنَ لَقِيتَهُ؟ قُلْتُ: أَمَا رَأَيْتَ الْعَبْدَ الَّذِي فِي دُكَّانِ الْعَلافِ، هُوَ ذَاكَ.
قُلْتُ: وَقَعَتْ لِي نُسْخَةُ اللَّيْثِ عَنْ نَافِعٍ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ وَالْمَوْقُوفَةِ نَحْوَ الْمِائَةِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ اللَّيْثُ يَرْوِي عَنْهُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنْهُ مُشَافَهَةً بِالْوَاسِطَةِ، وَرُبَّمَا رَوَى عَنْهُ بِأَكْثَرَ مِنْ وَاسِطَةِ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ هِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ كَثِيرًا، وَتَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ الْوَاسِطَةُ بِوَاحِدٍ كَعُقَيْلٍ، وَيُونُسَ، وَغَيْرِهِمَا، وَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَبِاثْنَيْنِ كَمَا رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَبِثَلاثَةٍ كَمَا رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَحَدِيثُهُ عَنْهُ مِنْ أَصَحِّ الْحَدِيثِ، لَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ شَيْءٌ دُلِّسَ فِيهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَمَا مِنْ هَؤُلاءِ الْوَسَائِطِ، إِلا مَنْ سَمِعَ فِيهِ الْكُتُبَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ لا يُحِبُّ التَّدْلِيسَ، فَكَانَ لا يُبَالِي إِذْ نَزَلَ فِي الرِّوَايَةِ إِذْ لَمْ يَسْمَعْ، فَقَدْ حَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ، وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَسَمِعَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَحَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَحَدَّثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ سَعَةِ عِلْمِهِ يُحَدِّثُ مِنْ لِسَانِهِ بِمَا عِنْدَهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: انْفَرَدَ الغُرَبَاءُ عَنِ اللَّيْثِ بِأَحَادِيثَ لَمْ يَسْمَعْهَا مِنْهُ أَهْلُ مِصْرَ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَمِنْ أَقْرَانِهِ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ، يَعْنِي: عَنْ غَيْرِهِ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْكَبَ الْبَرِيدَ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَلا يَكُونَ ذَلِكَ لِلَّهِ، فَتَرَكْتُ ذَلِكَ، يَعْنِي: عَنْ غَيْرِهِ، فَصَارَ يَرْوِي بِالْوَاسِطَةِ كَذَلِكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute