للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقالَ لي: يا حسنُ أتَرى هذِه، ما ضَربتُ بيَدي هذِه شيئاً قطُّ (١).

٥٣٧ - (٣٨) حدثنا القاضي أبو الحسينِ عليُّ بنُ هارونَ المالكيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ بنِ (الحطوطِ؟): حدثنا هارونُ (البحرانيُّ؟): حدثنا إسماعيلُ بنُ بشرٍ: حدثنا مسكينُ (٢) أبو فاطمةَ، عن حَوشبٍ، عن الحسنِ أنَّه كانَ إذا تَلى هذِه الآيةَ: ﴿عِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: ٦٣] قالَ: حُلماءُ عُلماءُ أتقياءُ، إنْ ظُلِموا لم يَظلِموا، وإنْ جُهِلَ عَليهم لم يجهَلوا، وإن بُغيَ عَليهم لم يَبغُوا، فهذا نَهارُهم، فإذا جنَّهم الليلُ فقِيامٌ على أطرافِهم، يفتَرشونَ وُجوهَهم، تَجرِي دُموعُهم على خُدودِهم، قد أقلَقَهم الخوفُ، إذا نَظرَ إليهم الناظرُ حسبَ أنَّهم مَرضى وليسُوا بمَرضى، وقَد خُولطوا وقَد خالَطَ القومَ أمرٌ عظيمٌ، هَيهاتَ هَيهاتَ مَشغولونَ واللهِ عن ديارِهم (٣).


(١) أخرج أبو نعيم في «الحلية» (٨/ ٣٧١) -ومن طريقه الخطيب (١٥/ ٦٦٥)، وابن عساكر (٦٣/ ١٠٣ - ١٠٤) - عن محمد بن نعيم البلخي قال: سمعت مليح بن وكيع يقول: لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يده فقال: يا بني ترى يدي ما ضربت بها شيئا قط، قال مليح: وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله في النوم فقلت: يا رسول الله من الأبدال؟ قال: «الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإن وكيع بن الجراح منهم».
(٢) في الأصل: سكين. والمثبت من كتب الرجال.
(٣) لم أقف عليه بهذا التمام. لكن وردت فقراته متفرقة من طرق عن الحسن البصري، انظر: «الزهد» لابن المبارك (٣٩٧) (١٢٠٦)، و «الزهد» لأحمد (١٦٠٥) (١٦٧٧)، و «الزهد» للخلدي (١٤)، و «مصنف ابن أبي شيبة» (٣٥٢١٨)، و «الهم والحزن» (١٠٥)، و «التهجد» (٢٨١) (٤٠٩) (٤١٠)، و «الأولياء» (٩٤) ثلاثتهم لابن أبي الدنيا، و «تفسير عبد الرزاق» (٣/ ٧١)، و «تفسير الطبري» (١٧/ ٤٩٢)، و «روضة العقلاء» لابن حبان (١/ ١٠١)، و «حلية الأولياء» لأبي نعيم (٢/ ١٥١)، و «الشعب» للبيهقي (٨٠٩٤)، و «الترغيب والترهيب» لقوام السنة (٥١٥).

<<  <   >  >>