للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُعَاوِيَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ لَهَا: ابْكِي حَتَّى اسْمَعَ.

فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حدثنا كَعْبُ بْنُ خريم، أبو حَارِثَةُ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا حَارِثَةَ، وَجَالَسْتُهُ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا - قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: كَانَ وَاللَّهِ - يَعْنِي مُعَاوِيَةَ - كَمَا قَالَتِ ابْنَةُ رُقَيْقَةَ - يَعْنِي هَذِهِ:

أَلَا ابْكِيهِ، أَلَا ابْكِيهِ ... أَلَا كُلُّ الْغِنَى فِيهِ

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَيْفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ - فَكَأَنَّهُ لَمْ يَحْمَدْهُ ذَاكَ الْحَمْدَ - قَالَ عُرْوَةُ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَأَنَا أُحِبُّ الصَّالِحِينَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قال: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: أَهُوَ الْمَهْدِيُّ؟ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - قَالَ: هُوَ مَهْدِيٌّ، وَلَيْسَ بِهِ، لم يستكمل العدل كله.

حدثنا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ خَدَمَ نَفْسَهُ حَتَّى إِنْ كَانَتِ الْمَائِدَةُ مُغَطَّاةً كَشَفَهَا وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِ، يَرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يُصِيبَ مَنْ خِدْمَةِ نَفْسِهِ.

<<  <   >  >>