للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَسْكِينٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قال: قَالَ لِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجَلٌ حَدَّثَ بِكُلّ مَا سَمِعَ، وَلَا يَكُونُ إِمَامًا أَبَدًا وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.

قَالَ مَالِكٌ: الْمَدِينَةُ أَرْضُ قَضَاءٍ وَسُنَّةٍ.

قَالَ مَالِكٌ: أَدْرَكْتُ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ رِجَالًا بَنِي الْمِائَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، يُحَدِّثُونَ الْأَحَادِيثَ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ، لَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ.

قُلْتُ لِمَالِكٍ: وَغَيْرُهُمْ دُونَهُمْ فِي السِّنِّ يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ مَالِكٌ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَبِيعَةَ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ وَارْتَاعَ لِبُكَائِهِ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ أَدَخَلَتْ عَلَيْكَ مُصِيبَةٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْتَفْتِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ، وَظَهَرَ فِي الْإِسْلِامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ.

قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ هُرْمُزٍ فِي بَيْتِهِ خَالِيًا، يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ وَشَرَائِعِهِ، وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ.

فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ عَنْ رِجَالٍ لَا يَرْضَاهُمْ - أَعْنِي، مِثْلَ مَالِكٍ وَأَصْحَابِهِ - فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: ما أرهم يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي نُعَيْمٍ، فَأَعْجَبَهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ فَكَلَّمَاهُ، يَعْرِضَانِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا، تَأْتِيَانِ الْمَدِينَةَ إِنْ شَاءَ الل

<<  <   >  >>