للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله تعالى هو الإله الذي تعبده القلوب محبة وإجلالا وتعظيما، وذلا وخضوعا وخوفَاَ وتوكلا عليه، ودعاءً له.

وليس للقلوب سرور ولا سعادة إلا بتحقيق معنى لا إله إلا الله؛ فإن السرور التام والحياة الطيبة والنعيم إنما هو في إفراد الله تعالى بالعبادة.

[أركان لا إله إلا الله]

هـ- أركان لا إله إلا الله: لهذه الكلمة العظيمة ركنان هما: النفي والإثبات.

فالركن الأول: "لا إله" وهو نفي العبادة عما سوى الله، وإبطال الشرك، ووجوب الكفر بكل ما يعبد من دون الله.

والركن الثاني: "إلا الله" وهو إثبات العبادة لله وحده، وإفراده سبحانه بجميع أنواع العبادة.

والدليل على ذلك قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: ٢٥٦] (١) .

فقوله: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [البقرة: ٢٥٦] معنى الركن الأول (لا إله) ، وقوله: {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} [البقرة: ٢٥٦] هو معنى الركن الثاني


(١) سورة البقرة آية: ٢٥٦.

<<  <   >  >>