للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذه أول دعوته، وهذه زبدتها، وهي أهم واجب، وأول واجب، وأعظم واجب، وكان بنو آدم على التوحيد من عهد آدم إلى عهد نوح عليه السلام عشرة قرون، كما قال ابن عباس وجماعة، فلما اختلفوا بسبب الشرك الذي وقع في قوم نوح، بعث الله الرسل، قال الله عز وجل: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [البقرة: ٢١٣] (١) المعنى: كان الناس أمة واحدة على التوحيد والإيمان، فاختلفوا بعد ذلك، كما قال في آية أخرى في سورة يونس: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا} [يونس: ١٩] (٢) .

فالمعنى: أنهم كانوا على التوحيد والإيمان، هذا هو القول الحق، ثم اختلفوا بعد ذلك بينهم بسبب دعوة الشيطان، إلى عبادة: ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر. فلما وقع الشرك في قوم نوح


(١) سورة البقرة، الآية ٢١٣.
(٢) سورة يونس، الآية ١٩.

<<  <   >  >>