للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي صلى الله علبه وسلم وليس من منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.

ثم رفع الصوت بالقراءة والدعاء عبر مكبرات الصوت حتى تختلط أصوات الأئمة في الأحياء التي تكثر فيها المساجد وهذا فيه مخالفتان على الأقل:

الأولى: المغالبة.

قال القرطبي- رحمه الله-: (ومن حرمته (أي: القرآن) ألا يجهر بعض على بعض في القراءة فيفسد عليه حتى يبغض إليه ما يسمع ويكون كهيئة المغالبة) (١) .

والثانية: أنه يخشى على هذا من الرياء المحبط للعمل حين يعجب بحسن صوته وجملة الأدعية التي يحفظها، وحينما يشعر أن الناس يعجبهم ما يسمعون فيقع في نفسه أنه يناجي جماعة المسجد وأهل البيوت المجاورة وأصحاب المحلات القريبة من المسجد فينسى أنه بين يدي الله وأنه في صلاة وأنه يناجي ربه ويذهب منه الخشوع والتذلل والانكسار بين يدي ربه وقد أرشد الله إلى غير هذا في قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: ١١٠] (٢) قال أهل التفسير: لا تصل مراءاة


(١) الجامع لأحكام القرآن ج١ ص٢٩٠.
(٢) سورة الإسراء آية ١١٠.

<<  <   >  >>