للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عطية- رحمه الله-: (والشريعة مقررة أن السر فيما لم يفترض من أعمال البر أعظم أجرا من الجهر ونقل عن الحسن بن أبي الحسن قال: لقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض عمل يقدرون أن يكون سرا فيكون جهرا أبدا ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء فلا يسمع لهم صوت إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم، ثم قال ابن عطية والاعتداء في الدعاء على وجوه منها الجهر الكثير والصياح، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيكون أقوام يعتدون في الدعاء وحسب المرء أن يقول: اللهم أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من. . . .» ) (١) .

وقال القرطبي- رحمه الله- في قوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: ٥٥] (يريد في الدعاء وإن كان اللفظ عاما، والمعتدي هو المجاوز للحد. . . . ثم قال والاعتداء في الدعاء على وجوه منها: الجهر الكثير، والصياح، قال. . . . ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظا مفقرة، وكلمات مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها (٢) .


(١) سنن ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب كراهية الاعتداء في الدعاء رقم ٣٨٦٤.
(٢) الجامع لأحكام القرآن، مختصر متن القرطبي ٢٢٦ ج٧.

<<  <   >  >>