للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة]

[العظة مسلك الأنبياء في الدعوة]

فصل

الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة يعرف العلماء الموعظة (١) بأنها كلام مصحوب بزجر، وقيل: هي النصح والتذكير بالعواقب، وقيل: هي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.

فقد يكون عند بعض المدعوين شيء من الجفاء والإعراض والصدود، مع معرفته بالحق وعلمه به، فهذا يدعى بالموعظة الحسنة، والمتأمل في واقع الناس يجد أن هذا الصنف هو الغالب وذلك بسبب غلبة الشهوة على نفوسهم، من شهوة البطن، أو شهوة الفرج، وغيرها كثير، وإن كانت شهوة البطن وشهوة الفرج أصل كل شهوة، ولذلك تجد العصاة أكثر من المطيعين، والمنحرفين أكثر من المستقيمين، وذلك لاستحكام الشهوات من نفوسهم، وإطباقها على عقولهم وقلوبهم؛ فهذا الجنس من الناس يستخدم معه أسلوب الوعظ العام والخاص، من ذكر نصوص الترغيب والترهيب، على حسب المقام والحال، ومن التذكير بأيام الله، وما جرى للظالمين والعصاة والفاسقين، ويرغبون في الحق، ويبين لهم محاسنه وفضائله، حتى يتركوا ما ألفوه من باطل، فانتزاع ما ألفه الناس من باطل ليس بالأمر الهين، بل دونه مفاوز وعقبات، لا يجتازها إلا من وفقه الله تعالى.


(١) انظر: التفسير القيم ص (٣٤٤) ، ولسان العرب (١٥ / ٣٤٥) ، وتفسير السعدي (٤ / ٢٥٤) .

<<  <   >  >>