صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين حازوا قصب سبق الفضائل بالعلم والعمل.
أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى لما منَّ على بادية نجد في آخر هذا الزمان بالِإقبال على تعلم دين الِإسلام والعمل به، وكثر ذلك فيهم وانتشر، ورأى الشيطان منهم قوة في ذلك وحرصاً على الخير يئس منهم أن يردهم على حالهم الأولى التي انتقلوا منها، فأخذ في فتح أبواب من أبواب الشر حسنها لهم وزينها، وجعلها لهم في قالب القوة والصلابة في الدين، وأن من أخذ بها فهو المتمسك بملة إبراهيم ومن تركها فقد ترك ملة إبراهيم، وهذا هو المعهود من كيد اللعين، كما أشار إلى ذلك العلامة ابن القيم - رحمه الله - في إغاثة اللهفان فإنه ذكر أن الشيطان لعنه الله يشم قلب العبد فإذا رأى فيه كسلًا سعى في رده عن