وهذه مصائد الشيطان التي يصطاد بها بني آدم ولهذا حذر سبحانه عن الغلو. قال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ}[النساء: ١٧١] وفي الآية الأخرى {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}[المائدة: ٧٧] فلما من الله سبحانه على المسلمين في آخر هذه الأزمان التي اشتدت فيها غربة الدين باجتماع المسلمين ورد لهم الكرة، ولم شعثهم بإمام يدعوهم إلى دين الله وإلى طاعته بماله ونفسه ولسانه، وهدى الله بسبب ذلك من هدى من البادية وعرفهم الإسلام ورغبهم فيه ودانوا به وهي من أعظم النعم عليهم وعلى المسلمين عموماً أن هداهم لدينه وعرفهم به وأخرجهم من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإسلام وطاعة ربهم، وعرفهم دينهم