والمتابعة، فالإخلاص أن يكون العمل لله. والمتابعة أن يكون متّبعاً لأمر رسوله، لأن كل عبادة حدها الشرعي ما أمر به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من غير اطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي. ليست العبادة ما درج عليه عرف الناس وما اقتضته مقاييسهم وعقولهم، لها حد يقف المؤمن والخائف من عقاب الله عنده، وهو ما أمر به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» وقال «من أحدث شيئا ليس عليه أمرنا فهو رد»(١) .
وما خرج أحد عن شريعته وطريقته إلا سلك إحدى الطريقتين إما جفاء وإعراض، وإما غلو وإفراط،
(١) أي مردود عليه لا يقبل. والحديث رواه الإمام أحمد ومسلم باللفظ الأول هنا ورواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه بلفظ (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) .