للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المبطل فإذا انتفى ذلك وصار فيه مفسدة راجحة فلا يشرع. ومن تأمل السيرة النبوية، والآثار السلفية، يعرف ذلك ويتحقق. وقد أمر الله بالدعوة إليه على بصيرة قال تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: ١٠٨] (١) قال تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: ٧٨] والجهاد بالحجة والبيان يقدم على الجهاد بالسيف والسنان. وقد مر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمنافقين واليهود وفيه عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين فسلم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ونزل عن دابته ودعاه إلى الإسلام وذلك حين ذهب إلى سعد بن عبادة يعوده في منزله والقصة مشهورة.


(١) وبعده في الآية (أنا ومن اتبعني) فكل متبع له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يجب أن تكون دعوته إلى توحيد الله ودينه على بصيرة، أي على علم وحجة.

<<  <   >  >>