للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فما غضب لنفسه قط، ولا ضاق صدره بضعفهم البشري. وأعطاهم كل ما ملكت يداه، وما نازعهم في شيء من أعراضهم، وسعهم حلمه وبره وعطفه.

حينما يوهب العبد قلبا رحيما وطبعا رقيقا مع العلم والحكمة. . فإنه لا يستكثر على الصغير والجاهل أن يصدر منهما صدود عن النصح، والدنيا مليئة بمن لا يحبون الناصحين.

نعم إن الداعي الحق ذا الخبرة والمراس لا يعجب من صدود الناس ونفرتهم. . لكن رحمته بهم وشفقته عليهم لا تنفك تغريه بمعاودة الكرة تلو الكرة، كما يعاود الوالدان الحريصان على أولادهما في الإلحاح بالغذاء والدواء في حالي الصحة والمرض. بل لقد

<<  <   >  >>