٥ - إغفال عدد من المستشرقين، ومنهم مارجليوث ولاوست وهما قد تحدثا بالتفصيل عن رحلاته وتكوينه العلمي، تعلم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الأحساء.
٦ - تميز جورج رنتز عن غيره من المستشرقين فيما يتعلق بالحديث عن تكوين الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العراق والأحساء، وذلك لاعتماده على المصادر التاريخية العربية الموثوقة.
ومما كتبته المصادر التاريخية حول تكوين الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العراق والأحساء، ما أورده ابن غنام، إذ قال: " ثم خرج من المدينة إلى نجد، وقصد البصرة في طريقه إلى الشام، وفي البصرة سمع الحديث والفقه من جماعة كثيرين، وقرأ بها النحو وأتقنه، وكتب الكثير من اللغة والحديث. وكان في أثناء مقامه في البصرة ينكر ما يرى ويسمع من الشرك والبدع. . وكان بعض الناس يستغربون منه ذلك، ويعجبون لما يظهر لهم من شدة إنكاره لعبادة الصالحين والأولياء والتوسل بهم عند قبورهم، ومشاهدهم، وكانوا يقولون: إن كان ما يقوله هذا الإنسان حقًا، فالناس ليسوا على شيء. فلما تكرر منه ذلك آذاه بعض أهل البصرة أشد الأذى، وأخرجوه منها وقت الهجيرة، فاتجه إلى الشام ولكن نفقته التي كانت معه ضاعت منه في الطريق، فانثنى عائدا إلى نجد ومر في طريقه إليها بالأحساء ونزل فيها على الشيخ العالم عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي، ثم اتجه منها إلى بلدة حريملاء (١) .