ومما قاله ابن بشر:" ثم خرج منها إلى نجد وتجهز إلى البصرة يريد الشام، فلما وصلها جلس يقرأ فيها عند عالم جليل من أهل المجموعة - قرية من قرى البصرة - في مدرسة فيها، ذكر لي أن اسمه محمد المجموعي. فأقام مدة يقرأ عليه فيها وينكر أشياء من الشركيات والبدع، وأعلن بالإنكار، واستحسن شيخه قوله، وقرر له التوحيد، وانتفع به. . ثم إن الشيخ تجمع عليه أناس في البصرة من رؤسائها وغيرهم، فآذوه أشد الأذى، وأخرجوه منها وقت الهجيرة ولحق شيخه منهم بعض الأذى، فلما خرج الشيخ من البصرة وتوسط في الدرب فيما بينها وبين بلد الزبير أدركه العطش وأشرف على الهلاك، وكان ماشيًا على رجليه وحده فوافاه صاحب حمار مكاري يقال له أبو حميدان من أهل بلد الزبير فرأى عليه الهيبة والوقار وهو مشرف على الهلاك، فسقاه وحمله على حماره حتى وصل الزبير.
ثم إن الشيخ أراد أن يصل الشام فضاعت نفقته التي معه، فانثنى عزمه عن المسير إليه. . فخرج من تلك الديار وقصد الأحساء، فلما وصل إليه نزل على الشيخ العالم عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الشافعي الأحسائي، ثم إنه خرج من الأحساء، وقصد بلد حريملاء " (١) .
[الفصل الثالث دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الرؤية الاستشراقية] ونقدها