مصطلح دقيق لا يتضمن اتجاهًا مذهبيًا، وهذا أمر ممكن حتى لا يدخل المغرضون من هذا الباب كما هو شأنهم في استخدام العبارات الموهمة. ومن قبل سد الإسلام هذا الباب، ووجه إلى استعمال اللفظ المناسب للمعنى. ولذا جاء نهي المؤمنين عن استخدام كلمة راعنا وأمرهم باستخدام كلمة انظرنا، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[البقرة: ١٠٤](سورة البقرة) . يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية:" كان المسلمون يقولون حين خطابهم للرسول صلى الله عليه وسلم عند تعلمهم أمر الدين: " راعنا ". أي: راع أحوالنا، يقصدون بها معنى صحيحًا، وكان اليهود يريدون بها معنى فاسدًا، فانتهزوا الفرصة فصاروا يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد، فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدًا لهذا الباب. ففيه النهي عن الجائز، إذا كان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب واستعمال الألفاظ التي لا تحتمل إلا الحسن وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع من التشوش واحتمال لأمر غير لائق. فأمرهم بلفظة لا تحتمل إلا الحسن فقال: " وقولوا انظرنا "، فإنها كافية يحصل بها المقصود من غير محذور "(١) .
ومن خلال شرح الشيخ السعدي لهذه الآية أرى ضرورة اجتناب استخدام مصطلح (الوهابية) لما يحمله من احتمالات
(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ج١، ص ١٢٠ - ١٢١، مركز صالح بن صالح الثقافي، عنيزة، ١٤٠٧ هـ.