للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للقرآن محترمة بالرغم من أنها ليست متبعة على إطلاقها، وفي محاولة لإيضاح الأعمال الأصيلة والمعتقدات الصافية للمؤسس الأول وأتباعه الأوائل، كما هو ثابت في تلك الأحكام، كان لا بد لهم من مهاجمة عدد من الآراء الخاطئة والمفاسد التي طرأت على الإسلام كما يدرس الآن، ولا بد لهم أيضًا، من الإشارة إلى الحالات الكثيرة التي يتصرف بها الأتراك على نقيض مباشر مع المبادئ التي يعترف هؤلاء أنفسهم بأنها أساسية " (١) .

وأشار بوركهارت في هذا الصدد إلى مجموعة من نقاط الاختلاف بين (الوهابيين) والأتراك (٢) تتمثل في الآتي:

١ - يلوم (الوهابيون) الأتراك إطراءهم للنبي صلى الله عليه وسلم، والوهابيون محقون في هذا الشأن؛ وذلك لأن الآيات توضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر.

٣ - أن الأولياء يخصون بالإطراء، ولذا يوجد في كل مدينة تركية عدد كثير من الأضرحة. والوهابيون يقولون: إن الناس سواسية عند الله، وإن التقي لا يشفع لأحد، ولذا قاموا بهدم قباب الأولياء وأضرحتهم. فظن الأتراك أنهم يقومون بهذا لاحتقارهم أولئك الذين بنيت عليهم القباب.

٣ - إهمال كثير من الأتراك بعض أحكام الدين (٣) . فهو يقول عن


(١) مواد لتاريخ الوهابيين، ص١٨.
(٢) المقصود بكلمة الأتراك التي وردت في ثنايا هذا البحث الأتراك كشعب وليس المراد بها المسلمين عمومًا والتي قد تستخدم من بعض الكتاب الغربيين.
(٣) المرجع السابق، ص ١٨ - ٢١.

<<  <   >  >>