للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فهذا دليل على أن الأذان الأول والثاني كانا في رمضان، أما في غير رمضان فإن المؤذن واحد - والحديث الذي فيه أن المؤذن يقول في الفجر في الأذان الأول " الصلاة خير من النوم " المقصود فيه بالأذان الأول هو الأذان الذي عند الصبح حيث يقول المؤذن فيه: الصلاة خير من النوم فينادي الناس بذلك لأن الأغلب أن الناس في هذا الوقت يكونون نياما فينبّههم على فضل الصلاة على النوم، أما الأذان الثاني هنا فهو الإقامة، وفي الحديث: «بين كلّ أذانين صلاة» أي الأذان والإقامة، فدلّ كل ما سبق على أنه لا يؤذن في غير رمضان إلا أذان واحد وإقامة. والله أعلم.

١١٩ - هل ورد الأذان عندما يخاف الإنسان أو يفزع من الجن أو الغيلان؟

ج: نعم، روي عن سهيل بن أبي صالح قال: «أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا - أو صاحب لنا - فناداه مناد من حائط باسمه، وأشرف الذي معي على الحائط فلم يرَ شيئا، فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتاَ فنادِ بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولَى وله حصاص.» (١) .


(١) الحديث رواه مسلم / ٤ ص ٩١ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه أحمد ج٢ ص٣١٣ وغيرهما (والحُصَاص: الضراط) وقيل شدة العدو ذكره النووي في شرح مسلم.

<<  <   >  >>