للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

برمضان، أم يفعل في بقية الشهور قياسا على رمضان؟

ج: الظاهر أنه خاص برمضان وأنه في العهد النبوي كان بلال رضي الله عنه يؤذن في آخر الليل ثم يؤذن ابن أم مكتوم عند الصباح، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يمنعن أحدكم - أو أحدا منكم - أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن - أو ينادي - بليل ليرجع قائمكم ولينبّه نائمكم» (١) فقوله: من سحوره يدل على أنهم كلهم يتسحرون، أي يصومون، وهو صلى الله عليه وسلم خاطب في هذا الحديث الجمع ولم يقل: من أراد منكم الصوم فلا يغرّه أذان بلال بل قال: لا يمنعه من سحوره فهذا يدل على أنهم كانوا يحتاجون إلى السحور.

كذلك نقول: إن قوله: ليوقظ نائمكم، أي يستيقظ للسحور، وقوله: يرجع قائمكم أي ينبّه القائم المتهجًد إلى قرب وقت السحور، فهذا يدلّ على أنّهم كلهم كانوا يصومون فيحتاج هذا إلى قيام للسّحور، ويحتاج القائم إلى انتباه ومعرفة بوقت السحور.


(١) البخاري ج٢ ص١٠٣ باب الأذان قبل الفجر من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

<<  <   >  >>