للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في زوايا المسجد، إلا من وجد منهم مأوىً، فمن استغنى منهم استقل في منزله.

بل ثبت في الصحيح عن عائشة أن وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها. . فأسلمت، فكان لها خباء في المسجد، أو حفش (١) الحديث. والخباء: الخيمة من وبر أو غيره. والحفش: البيت الصغير، وفيه إباحة المبيت والمقيل في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين، رجلاً كان أو امرأة، عند أمن الفتنة، وإباحة استظلاله فيه بالخيمة ونحوها.

وقد ثبت في الصحيح «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده» (٢) . وأذن مرة لعائشة في الاعتكاف معه فبنت لها خباء، ثم بنت حفصة لها خباء (٣) إلخ.

ومعلوم أن المعتكف ينام في المسجد، ويأكل فيه ويشرب فيه، ويتخذه مستقرًا ليتفرغ فيه للعبادة.


(١) رواه البخاري برقم ٤٣٩.
(٢) رواه البخاري برقم ٢٠٢٦ عن عائشة. ومسلم في الاعتكاف برقم ١١٧٢ (٥) .
(٣) هو عند البخاري برقم ٢٠٣٣ عن عائشة. ومسلم برقم ١١٧٢ (٦) .

<<  <   >  >>