للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وروى الإمام أحمد بإسناد حسن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ في المسجد» (١) . ولعلّ ذلك وضوء تجديد، وكان في أحد جوانب المسجد.

فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن زيد بن ثابت «أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد» (٢) . فقد ذكر مسلم في كتاب التمييز له أن ابن لهيعة أخطأ فيه، وأن الصواب (احتجر) أي اتخذ حجرة أي جانبًا يجلس فيه للاعتكاف (٣) . وكل هذه الأفعال تفعل بقدر الحاجة، وعند الأمن من تلويث المسجد، وظهور أثر الوسخ ورائحة الفضلات، وبقايا الطعام فيه، وقد يقع في هذه الأزمنة وقبلها وضع الأطعمة في المسجد وقت الإفطار من صوم رمضان، لكثرة الفقراء من العمالة، والفقراء، والمساكين الذين يعوزهم تحصيل طعام الإفطار المتواجد عند الأثرياء، ويشق جمعهم في المساكن، فاحتيج إلى تفطيرهم في المساجد أو ما يقرب


(١) هو في مسند أحمد ٥ / ٣٦٤ برقم ٢٣٠٨٢، وحسن إسناده في مجمع الزوائد ٢ / ٢١.
(٢) هكذا هو في المسند ٥ / ١٨٥ برقم ٢١٥٩٧، وفيه: قلت لابن لهيعة: في مسجد بيته. قال: لا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٣) كذا نقله الهيثمي في مجمع الزوائد ٢ / ٢١ ويؤيده ما رواه أحمد عنه برقم ٢١٥٧١ وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة في المسجد من حصير. إلخ ثم رواه برقم ٢١٥٨٣ بمعناه.

<<  <   >  >>