للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والذات، لأن الله تعالى أحل طعام أهل الكتاب، وذهب بعض الظاهرية إلى نجاسة أبدانهم، وقال أشعث عن الحسن: " من صافحهم فليتوضأ " (١) اهـ.

ولعلّ هذا منهم للمبالغة في مقت المشركين، وبغضهم والحذر منهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة ولحذيفة: «إن المؤمن لا ينجس» (٢) . قال الحافظ في الفتح: تمسك بمفهومه بعض أهل الظاهر فقال: إن الكافر نجس العين وقوّاه قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: ٢٨] وأجاب الجمهور عن الحديث بأن المراد أن المؤمن طاهر الأعضاء لاعتياده مجانبة النجاسة، بخلاف المشرك لعدم تحفظه عن النجاسة، وعن الآية بأن المراد أنهم نجس في الاعتقاد والاستقذار (٣) . إلخ.

وقد سبق ما نقله الحافظ عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى القاسم أن لا تقض في المسجد، فإنه يأتيك الحائض والمشرك وقول الكرابيسي: " كره بعضهم الحكم في المسجد، لأنه لد يكون الحكم بين مسلم ومشرك، ودخول المشرك المسجد مكروه " اهـ.


(١) هكذا نقل الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية عن الظاهرية، عن الحسن.
(٢) ذكرنا آنفا روايته عنهما في الصحيح.
(٣) كذا قال الحافظ في الفتح ١ / ٣٩٠.

<<  <   >  >>