قال أبو عيسى الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن، والعمل عليه عند أهل العلم: كرهوا الرجل أن يتكلم والإمام يخطب، وقالوا إن تكلم غيره فلا ينكر عليه إلا بالإشارة.
واختلفا في رد السلام وتشميت العاطس، فرخص بعض أهل العلم في رد السلام وتشميت العاطس والإمام يخطب وهو قول أحمد وإسحاق. وكره بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم ذلك وهو قول الشافعي (١) .
[المبحث الثالث صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم]
المبحث الثالث
صفة خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جابر عن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول:" صبحكم ومساكم "، ويقول:" بعثت أنا والساعة كهاتين " ويقرن بين أصابعه السبابة والوسطى ويقول: -أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة في ضلالة» . رواه مسلم.
وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال:«كنت أصلي مع رسول الله فكان صلاته قصدا وخطبته قصدا» . رواه مسلم.
(١) المباركفوري (تحفة الأحوذي) شرح جامع الترمذي - ج٣ - ص٤٠.