للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في هذا البيت حشوٌ غثّ وهو قوله) بحر الماء (ولا معنى له وهو من جنس قول أبي العيال:

ذكرتُ أخي فَعاودني ... صُداع الرأسِ والوصب

إلا أن يكون للبيتين بحر يعبر عنه بهذا الاسم فيفيد كلامه وما في اشتقاق الحوت والضفدع ماءه حتى يفنى الماء ضرر على أحد ولا نقص على البحر وهذا مدح لا فائدة فيه فأما قول ابن الرومي:

هُو البحر إلا أنَّ في جَنباته ... رُغاء المَطايا لا تفتق العَلاجِمُ

فقد صيره بحراً على صفة يعدمها البحر لأن المطايا لا تحط على البحار فدل على كرم من حط إليه المطايا إذ كان مرجواً لخير مقصوداً. وقال أشجع:

لو كان للركبان في كل وجهه ... إليك إيصال تتبعه الركب

وقال الآخر:

يَزدحمُ الناسَ على بَابِه ... والمنهلُ العذب كَثيرُ الزحام

فليس في فائدة هذا الكلام فائدة ذكر الحوت والضفدع.

وقال المتنبي:

أبْحرٌ يَضرّ المعْتفين وَطَعْمُه ... زعاقُ كبحرٍ لا يَضُرُّ وَيَنْفعُ؟

<<  <   >  >>