للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأنفس مسكنها ما بيننا ... وهَمّها بين السَّماكِ والسُّهى

وكل الأبيات تدخل في باب المساواة وبيت العطوي دونهما وليس لبس السمل مما يدل على اتضاع الهمة، وقد خبر أبو الطيب عن الممدوح بإقامة جسمه بمكان وخبر عن همته بسير فوق السماكين فطابق وزاد بالمطابقة فأستحق ما أخذ وهو يساوي التنوخي في معناه ولكن وافقه في ذكر الأنفس والهمم ولم يتفق له من الإقامة والسير ما أتفق لأبي الطيب والذي نبه أبا الطيب على هذا المعنى أبو تمام بقوله:

جرّدتُ في ذَمِّيك خَيْلَ قَصائدِ ... سَارتْ بك الدُّنيا وأنْتَ مُقِيمُ

وقد أخذ ابن الرومي هذا المعنى من أبي تمام فقال في صفة قصيدة له:

تَظل مقيماً في محلّكَ خافضاً ... وأنْتَ بِها في كُلّ فجٍ تُسيّر

وقال المتنبي:

أليْسَ عجيباً أنَّ وصْفكَ مُعْجزٌ ... وأنَّ ظُنُوني في معاليك تَطلعُ

ينظر إلى قول أبي تمام:

تَرقَّتْ مناهُ طوْدَ عِزٍّ لو ارتقتْ ... له الريحُ فتراً لانثنتْ وهي طَالِعُ

<<  <   >  >>