للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال المتنبي:

وأنَّكَ في ثوبٍ وَصَدْرُكَ فِيكُما ... على أَنَّهُ مِنْ ساحَة الأرضِ أوْسَعُ

الصدر في الثوب وليس الصدر في الإنسان إنما هو من الإنسان ولم يرد بالصدر ما أشتمل عليه من قلبه على المجاورة لأنه قد ذكر في البيت الذي بعد هذا قلبه، وقال أبو المعتصم في مرثية:

يا وَاسعَ المعروفِ هَلْ وَسِعَ الثرى ... في الأرض صَدْرك وَهْوَ منها أوْسَعُ

فعجب من أن صدر هذا البيت في الأرض وهي مشتملة عليه وهي أوسع منها وأصل هذا أبو تمام في قوله:

وَرُحْبِ صَدْرٍ لو أنّ الأَرضَ واسِعَةٌ ... كَوُسِعه لَمْ يَضِقْ عنْ أهلهِ بَلَدُ

وقال المتنبي:

وَقَلبك في الدُّنيا وَلَوْ دَخَلتْ بنا ... وبالجِنّ ما دَرتْ كيف تَرْجِعُ

فشبه سعة بأوسع منها فهو إفراط مستعمل مثله. فأما دخول الإنس والجن في قلبه ثم لا يدري كيف ترجع فهو من المبالغة المستحيلة لا يستحسنها كثير من الناس فأما دخول الأجسام في قلبه من الجن والإنس فلا أراه مليحاً.

وقال المتنبي:

ألا كُلّ سَمْحٍ غيرك اليوْمَ باطلُ ... وكلُّ مديحٍ في سِواكَ مُضَيَّعُ

<<  <   >  >>