وقد أريناك مثالاً من هذا القسم كافياً.
القسم الثالث: نقل ما حسن مبناه ومعناه إلى ما قبح مبناه ومعناه من ذلك قول امرئ القيس:
ألمْ تَرياني كُلَّمّا جئت طارقاً ... وَجدتُ بها طيباً وإنْ لمْ تَطّيبِ
فأتى بما لم يعلم وجوده في البشر من وجود طيب ممن لم يمس طيباً وجاء بمراده في بيت حسن النظام مستوفي التمام. أخذه كثير فطول وضمن وقصر غاية التقصير فقال:
فَما روضةٌ بالحزنِ مُعشبة الربى ... يَمُجُّ الندى جَثحاثُها وعرارُها
بأطيب من أردانِ عَزَّةَ موهناً ... وَقَدْ أُوقدتْ بالمندلِ الرطبِ نارُها
فأخبر أن أردانها إذا تبخرت كالروضة في طيبها وذلك ما لا يعدم في أسهل البشر جسماً وأقلهم تنظفاً. وقال الآخر:
وريحها أطيب من طِيبها ... والطيب فيه المِسكُ والعَنبرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute