للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال أشجع:

بسطتْ يداهُ رجاءَ سائلهِ ... فجرتْ إليه بأهلها السُّبُلُ

ذكر أبو الطيب أن الآمال عن كل مقصد تباعدت وضاقت بها إلا إلى بابه السبل. فكأن قاصديه مضطرون لتعذر الكرام، تضييق الغرض إليه لطلب ما عنده ومسلم يقول: إن المثري والشريف وغيرهما إليه راغبون في كل أرض، فكلامه أرجح من كلام من أخذ عنه. وذكر أشجع أنه بسط رجاء آمليه فجرت إليه بأهلها السبل. وقد يكون ذلك من اتساع المطالب واتجاه المكاسب لزيادته على غيره في الجود. وكلٌّ أحسن تحلصا منه وأرجح مدحا، فهم أولى بما سبقوا إليه.

وقال المتنبي:

ونادى النَّدى بالنائمين عن السُّرى ... فأسمعهم: هبُّوا فقد هلك البُخلُ

هذا ينظر إلى قول أبي نواس:

إذا ضنّ ربُّ المال ثوَّبَ جودهُ ... بحيٍّ على مال الأمير وأذناَ

ولابن الرومي في معناه:

ثوَّبَتْ بي إلى عليَّ معالي ... يهِ فلبَّيْتُ أول التثويبِ

وقال أبو العتاهية:

إذا أُسمي المهديُّ نادتْ يمينهُ ... ألا من أتاني زائراً فله الحُكمُ

<<  <   >  >>