للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وخرقٍ مكان العيس منه مكانُنا ... من العيس فيه واسِطُ الكور والظهرُ

معناه هذا الخرق لسعته كانا لا يذهب ولا يجيء فكأن العيس واقفة فكأنما نحن في أكوار العيس وظهورها لا تبرح وكذلك هي لا تبرح، كأن من هذا الخرق كوراً وظهراً وهذا يقرب من قول مسعود أخي ذي الرمة: يدأب فيه القوم حتى يطلحوا

ثم يظلُّون كأن لم يبرحوا ... كأنَّما أمسوا بحيث أصبحوا

وقال المتنبي:

ويومٍ وصلناه بليلٍ كأنَّما ... على أفقه من برقه حلل حُمْرُ

قال ابن مناذر:

وألبس عُرْضُ الأفق لوناً كأنَّهُ ... على الأْفق الغربي ثوبٌ معصفَرُ

وهذا من التساوي.

وقال المتنبي:

ولا ينفع الإِمكانُ لولا سخاؤُهُ ... وهل نافعٌ لولا الأكفُّ القنا السّمر

هذه أخبار بما لا يجهل وذلك أن صاحب الثراء إنما ينفع ثراءه إذا جاد به فلو بخل لم ينتفع به وخبرنا أن القنا السمر لا تنفع لولا الأكف وهذا مما لا يجهل أيضاً وقد أشار إلى هذا المعنى ناظراً إليه البحتري بقوله:

وما السيف إلا بِرِعادٍ لزينة ... إذا لم يكن أمضى من السيف حامله

<<  <   >  >>