للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أعذبهم لفظاً وأملحهم طبعاً وقد ذكر إسحاق أنه أنشد الأصمعي هذين البيتين على أنهما لمتقدم فقال لمن هذا الديباج الخسرواني قال: فقلت: هي لي وهي بنت ليلتها، فقال: لا جرم أن فيها ضعف التوليد وما أقبح رأي علمائنا في أن يرد عليهم اللفظ الذي لا يعجب والمعنى الذي لا يطرب فيعظمون أمره ويجلون قدره لأنه لمن تقدم زمانه وبعد أوانه فإذا وافاهم المحدث باللفظ العجيب والمعنى الغريب أعرضوا عنه وغضّوا منه وأنفوا من رواية قوله: حتى إن أبا عمرو بن العلاء قال: لقد كثر هذا المحدث حتى لقد هممت بروايته يعني شعر جرير والفرزدق فقدم عذراً في روايته حتى كأنّ الفضل مقصور على من تقدم زمانه أو لم يكن القديم محدثاً وأظنهم يرون الشعر بمنزلة المشروب كلما عتق كان أفضل له وهذه السرقة شنيعة تدخل في قسم اللفظ المدعى هو ومعناه معاً وإن تغير، بعض بنيته فهو تغير لا يحتسب مثله.

وفي أبيات بعد هذه القصيدة.

ارتجلها تماماً لهذه القصيدة يقول فيها:

ما شكَّ خابرُ أمرهم من بعده ... أنّ العزاء عليهمُ مَحْظُورُ

قال البحتري:

حالت بكَ الأشياء عن حالاتها ... فالحزنُ حِلٌّ والعزاءُ حرامُ

ففي هذا البيت مطابقة قد وفى فيها الكلام أقسامه في الحزن والعزاء فهو أولى بشعره ممن أخذ فأفرد الإخبار عن العزاء وحده.

وقال المتنبي:

<<  <   >  >>