للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تُدْمي خدودهم الدموعُ وتنقضي ... ساعاتُ ليلهم وهنّ دُهورُ

أخذه من أبي المعتصم:

إن أيامنا دهورٌ طوالٌ ... وساعاتنا القصار شهورُ

فخبر عن الأيام بخبر مفيد وذكر أن ساعاته القصار شهور فشبه أيامه بالدهور والساعات القصار بالشهور فعدل بين أقسام الزمان طويلها وقصيرها فجعل الطول لأطولها والقصر لأقصرها فرجح كلامه وأستحق ما سبق إليه وقد أحسن ابن الرومي:

وأعوامٍ كأن العام يومٌ ... وأيامٍ كأنَّ اليوم عامُ

هو وإن كان قد سرق من أبي تمام فقد جاء بالكثير الطويل في الموجز القليل وذلك قول أبي تمام:

أعوام وصلٍ كان ينسي طُولَها ... ذكرُ النَّوى فكأنها أيَّامُ

ثُمّ انبرتْ أيَّام هجرٍ أردفتْ ... بجوىً أسىً فكأنّها أعوام

ثُمَّ انقضت تلك السِنُونَ وأهلُها ... فكأنّها وكأنَّهم أحلامُ

فجاء أبو تمام بمراده في تطويل لم يستكمله إلا في بيتين فمن جاء بمراده كاملاً في بيت فهو أحق بما أخذ.

وقال المتنبي:

<<  <   >  >>