للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بمؤنث فأنشدته قول الأعشى:

وتشرقُ بالقولِ الذي قد أذعتهُ ... كما شرقتْ صدر القناة من الدم

فقال هذا من إنشادات سيبويه مستهزئاً فقلت: ومن إنشادات أهل الكوفة فقال: ما هذا في كتبهم فقلت: هذا البيت مشهور وهو في كتاب المذكر والمؤنث ليعقوب أبي السكيت قال: ما هو فيه فأحضرنا الكتاب بخط بعض العلماء المعروفين وسمينا له كاتبه فلما رأى البيت قال: ما هذا بخط جيد خطي أحسن منه فقلت: هذا غير ما تكمنا فيه ما خاطبناك في جودة الخطوط، قال شيخنا: وامتحنته في أشياء فوجدته فيها مقصراً.

قال أبو محمد: وأنا أعرف رجلاً يزيد محبة أبي الطيب على محبة أمه وأبيه وقد ذكره فقال: أما اللغة فكان فيها إماماً لم تضرب العرب بعصى إلا وعنده منها خبر وأمّا الشعر فإنّه لسان الزمان لا ينطق أو يستأذنه وأما النحو فهو فيه على مذهبه في النحو نحوي فرأيته قد بالغ في الصفتين وجعله مدحاً على شريطة يريد تفسيراً فسألته عن المعنى في قوله قال: ما كان يعتقده في النحو إلا معرفة الإعراب التي يصل بها إلى الصواب بغير تعليل له وهذا هرب من السؤالات ويسلم من إقامة الدلالات وفيما أوردناه مقنع ثم نرجع إلى موضع التأليف وفي البيت عيب ثالث وهو تباعد نصفه عن نصفه حتى لا جوار بينهما فضلاً

<<  <   >  >>