للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن المناسبة ولا تعلق لهما بشيء غير المقاربة وقد ذكرنا فيما مضى من كتابنا هذا ما جرى بين الشاعرين اللذين قال أحدهما للآخر: أنا أشعر قال: وكيف ذاك: لأني أقول البيت وأخاه وأنت تقول البيت وابن عمه بيتا أبو الطيب يذكر تباريحه وأشجانه إذا عدل عن السؤال إلى غناء الرشأ فإن كان غنّى له بعد سلوة حبيبه فشبهه بالظبي فسأل: هل هو يأكل الشيح ليزول عنه الشك إنه غزال على الحقيقة فهذا سؤال أبله ومتباله واستدعاء إعلام بما هو عالم والمتقدم من شكوى تباريحه لا يليق بالسؤال عن غذاء الظبي وإن كانت التباريح من أجله وإنما كان يحسن أن يقال في هذا: إن التباريح التي شكوتها من صد ظبي ليس غذاه الشيح ليفرق بين حبيبه والظبي ويدل على بشر مثل الظبي في نفسه فأمّا السؤال عن غذاء الظبي لا غير فلا وجه له لأن الفرق بين الإنسان والظبي لا يخيل بالقرون والإطلاق والقوائم الأربع فإن قال لنا محتج له أما سمعت قول العرجي:

بالله يا ظبياتِ القاع، قلن لنا: ... ليلاي منكنَّ، أم ليلى من البشرِ

<<  <   >  >>