للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا البيت ينظر إلى قول المجنون:

فإِن يك عروة العذريّ أضحى ... أحاديثاً لقوم بعد قوم

فعروة مات موتاً مستريحاً ... وهاأنذا أموت كل يوم

فاختار الموت على العذاب وقد كشف العباس بن الأحنف معناه في هذا البيت بقوله:

وإلا اقتلوني أسترح من عذابكم ... عذابكم عندي أشد من القتلِ

وأتى أبو الطيب بمعنى أغرب به بأن جعل اللحظ سهماً وأن سهمه لم يقتله ولم يرحه بل تركه معذباً بألمه فصار كلامه بإغرابه أملح وأرجح فأستحقه وهو يقرب من كلام ابن الرومي في كلامه أنشدنيه أبي رحمه الله قال: أنشدنا ابن الوشاء قال: أنشدنا ابن الرومي:

نظرت فأقصدت الفؤاد بسهمها ... ثمّ أثنت عنه فكاد يهيمُ

ويلاه إنْ نظرت وإن هي أعرضت ... وقعُ السهامِ ونزعهن أليمُ

وقال المتنبي:

قربُ المزارِ ولا مزار وإِنما ... يغدو الجنانُ فنلتقي ويرُوحُ

<<  <   >  >>