والتابعين والأئمة المجتهدين بجواز ذلك وما قول الإمام مالك إمام دار الهجرة ببعيد عن ذاكرة القارئ وهو أنه يجوز - أو لا بأس - أن تأكل المرأة مع غير ذي محرم (انظر ص ٣٥) وغير ذلك من أقوالهم الصريحة بأن الوجه ليس بعورة
فأقول: ومع ذلك يضلل الشيخ التويجري من قال بهذا القول - كما تقدم نقله عنه (ص ٨) - بل يجعل ذلك من الإلحاد في آيات الله. . . (ص ٤٩) ثم هو لا يخجل أن يدعي الإجماع على أن وجه المرأة عورة وهو نفسه يذكر أن أكثر العلماء على خلاف ذلك - كما تقدم (ص ٣٢) - وأتباعه في هذا التشدد فيهم كثرة مع الأسف
هذا من الناحية العلمية التي يشاركنا في معرفتنا لها كل من وقف على أقوالهم
وأما من الناحية العملية فالأمر غريب جدا وقد توفر عندي ثلاثة أمثلة:
الأول: حدثني صهر لي أنه قصد زيارة شيخ فاضل من أولئك المتشددين فلم يحفل به ولا استقبله لأن زوجته كانت سافرة عن وجهها مع أن حجابها شرعي من كل النواحي هذا والشيخ معروف بتواضعه ودماثة خلقه فأين هذا من قول الإمام أحمد المتقدم (ص ٩) :