أطبقت عليهم الأخشبين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» (١) .
ولما أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالهجرة إلى يثرب وأقام هناك دولة التوحيد، لم يمارس العنف ضد رءوس الكفر الذين لم يدخروا وسعاً في محاربة الإسلام، فحاربهم حرب جيش لجيش إلى أن تحقق الوعد الإلهي الكريم، ففتحت مكة المكرمة وتطهرت الجزيرة العربية من رجس الوثنية، وانطلق النور إلى أنحاء المعمورة مبشراً بحضارة جديدة لا نظير لها.
إن هذه البدهيات المعلومة من دين الإسلام ومن تاريخه الناصع بالضرورة، تدحض الغلاة الذين يبيحون اليوم دماء المسلمين باسم إقامة دولة الإسلام، على الرغم من أنهم - علموا أو جهلوا - يناصرون بمنهجهم العليل أكذوبة المنصرين والمستشرقين القائلة: إن الإسلام انتشر بالسيف.
غير أن موقفنا المعارض لهذه الضلالات، وهو موقف ندين لله به، لا يلغي الحاجة إلى البحث في العوامل التي أسهمت في نشأة تيارات العنف المنتسبة إلى الإسلام في عصرنا، لا سيما أن أهل السنة والجماعة عُرفوا تاريخيّا. بمناوأة أهل التكفير الذين يستبيحون الدم المسلم المعصوم.
(١) رواه البخاري ٦/ ٢٢٤، ٢٢٥ في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي التوحيد، باب وكان الله سميعا بصيرا، ومسلم رقم ١٧٩٥ في الجهاد باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين.