الفرق الاعتقادية، ولكن ينبغي التنبه إلى أن جماعة المسلمين الواحدة والسواد الأعظم والجمهور الأكبر - وهم أهل السنة والجماعة، بقيت واحدة لا تتعدد ولا يعرف لها اسم يميزها إلا السنة والجماعة. وبعبارة أخرى يمكن القول إن تمييز هذه الجماعة - يعتمد على استبعاد غيرها منها ونفيه عنها. وقد سئل الإمام مالك - رحمه الله - عنها فقال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به رواه ابن عبد البر، وفي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ما يماثل قول الإمام مالك - وهذا يعني في نظرنا أنها الجماعة العامة للمسلمين، وأن الرابطة السياسية بينهم تقوم على الإسلام كما هو في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تغيير ولا تحريف ولا سوء تأويل - ويعني أيضاً أن الرابطة السياسية بين المسلمين تقوم في الأصل على الدين فهو الرابطة الأساسية التي تتكون الجماعة على أساسها.
[المعيار السليم]
المعيار السليم وأنا أعتقد أن النظر إلى مشروعية الجماعات الإسلامية المعاصرة يستلزم منا فهم الواقع المعاصر في البلاد الإسلامية - الواقع السياسي على وجه الخصوص - ويقتضي منا المعرفة الصحيحة بالأصول التي قامت عليها هذه الجماعات، وبالأهداف والغايات التي تسعى إليها - فليس من الصواب أن نبادر إلى نفيها جميعاً وبصفة مطلقة وأن نحظر تجمع المسلمين لهدف مشروع أو غاية تتفق مع أصول الإسلام وتحقق مصلحة للناس في جانب من جوانب الحياة المعقدة التي نحياها في زماننا المعاصر. ومهما اختلفت الأسماء: فرق، جماعات، مؤسسات، فهي تعبر في حقيقتها عن تجمع للناس