٢ -) انتشار ثقافة العنف في الإعلام إن المتابع للإعلام الغربي - على وجه الخصوص - يجد العنف قد تبوأ فيه مساحة كبيرة، فأفلام الحركة التي تعتبر اتجاها عصريّا في هذه الأيام تعتمد - بالدرجة الأولى - على العنف والاقتتال. ولكي يمكن تبرير هذا العنف لا بد أن تختل موازين العلاقة بين الأفراد أو الجماعات في أحداث هذه الأفلام من أجل أن يجد مخرجوها أسباباً تقنع المشاهد بأن هذا العنف ينسجم مع سلسلة الأحداث التي تحتويها. وفي كثير من الأحيان يكون الغلو في الفكر أو الغلو في الاعتداء أو الغلو في فرض الإرادة والسيطرة أو غير ذلك من مجالات الانحراف في العلاقات - هو محور هذه الأفلام - وبذلك، فإن هذه الأفلام تغرس الانحرافات السلوكية إضافة إلى العنف في نفوس مشاهديها.
والمشاهد لأفلام الكراتيه والجودو وحتى برامج الأطفال يجد العنف هو الأساس في أحداثها. ولا يخفى على أحد أن التلفاز أداة جاذبة للصغار والكبار، وبكل أسف فإن الإعلام في كثير من بلدان العالم الإسلامي يعب من هذه المواد الإعلامية الغربية فتغرس في أبناء المسلمين الاتجاه إلى العنف، وبخاصة أن عرض المواد التي تحمل هذا الاتجاه يكون شائقاً. مما يجعلها بالنسبة لأبناء المسلمين مثل السم في العسل.