أي نفاق؟! لما أدرك أهل الزيغ والشطط أن الأمة تناوئهم لاستباحتهم دماء مسلمين يؤمنون بالإسلام عقيدة وشريعة، ويلتزمونه اعتقادا وقولاً وفعلاً، عمدوا إلى تكفير من يخاصمهم، بل ومن يخاصمونه دون أن تبدر منه أمارة الأرض على ضلالهم.
فبدلاً من أن يتوبوا إلى الله من استحلال الدم المعصوم، ازدادوا بغياً فأخذوا يوزعون الاتهامات بالكفر والنفاق على الآخرين بمنتهى السهولة.
ويكفينا في هذا التقديم لآراء ضيوفنا، التذكير بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسامة بن زيد بن حارثة - حب رسول الله وابن حبه - لما قتل كافراً في ساحة الوغى نطق بالشهادتين، ولم يقبل من أسامة احتجاجه بأن الرجل إنما قالها تقية ليقي نفسه الهلاك بالسيف، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:«هلا شققت عن قلبهأحاديث هلا شققت عن قلبه» فهناك قرينة واضحة، ومع ذلك يأباها الشرع؛ لأن الأصل فيمن يعلن إسلامه أنه صادق، حتى لو كان في ميدان المعركة! !
فبم يجيب المكفرون ربهم - تبارك وتعالى - يوم الحساب وهم يدمغون بالكفر أُناساً موحدين يصومون ويصلون ولم يقترفوا أيا من نواقض الإيمان؟ ! . هل شقوا عن قلوبهم؟ !