للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - عن عائشة رضي الله عن ها قالت: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها: مارية وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة فذكرن من حسنها وتصاويرها قالت: [فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه] فقال: " أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله [يوم القيامة] " (١٧)

قال الحافظ ابن رجب في " فتح الباري ":

(١٦) - رواه البخاري (١ / ٤٢٢ و ٦ / ٣٨٦ و ٨ / ١١٦) ومسلم (٢ / ٦٧) وأبو عوانة (١ / ٣٩٩) والنسائي (١ / ١١٥) والدارمي (١ / ٣٢٦) وأحمد (١ / ٢١٨ و ٦ / ٣٤ و ٢٢٩ و ٢٧٥) وابن سعد في " الطبقات " (٢ / ٢٥٨) . ورواه عبد الرزاق في " المصنف " (١ / ٤٠٦ / ١٥٨٨) عن ابن عباس وحده

(١٧) رواه البخاري (١ / ٤١٦ و ٤٢٢) ومسلم (٢ / ٦٦ /) والنسائي (١ / ١١٥) وابن أبي شيبة في " المصنف " (٤ / ١٤٠ طبع الهند) وأحمد (٦ / ٥١ طبع المكتب الإسلامي) وأبو عوانة في " صحيحه " (١ / ٤٠٠٤٠١) والسياق له وابن سعد في " الطبقات " (٢ / ٢٤١) والسراج في " مسنده " (٤٨ / ٢) وأبو يعلى في " الطبقات " (ق. ٢٢٠ / ٢) والبيهقي (٤ / ٨٠) والبغوي (٢ / ٤١٥٤١٦)

هذا الحديث يدل على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى ولا ريب أن كل واحدج منهما محرم على انفراده فتصوير صور الآدميين يحرم وبناء القبور على المساجد بانفراده يحرم كما دلت عليه نصوص أخر يأتي ذكر بعضها قال

: والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة كانت على الحيطان ونحوها ولم يكن لها ظل فتصوير الصور على مثال صور الأنبياء والصالحين للتبرك بها والاستشفاع بها يحرم في دين الإسلام وهو من جنس عبادة الأوثان وهو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة وتصوير الصور للتأسي برؤيتها أو للتنزه بذلك والتلهي محرم وهو من الكبائر وفاعله من أشد الناس عذابا يوم القيامة فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره وأنه تعالى ليس كمثله شئ لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى "

ذكره في " الكواكب الدراري " (مجلد ٦٥ / ٨٢ / ٢)

قلت: ولا فرق في التحريم بين التصوير اليدوي والتصوير الآلي والفوتوغرافي بل التفريق بينهما جمود وظاهرية عصرية كما بينته في كتابي " آداب الزفاف " (ص ١٠٦١١٦ الطبعة الثانية طبع المكتب الإسلامي)

<<  <   >  >>