للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٥) عن عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ من الْيَهُودِ فقالت: إِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ من الْبَوْلِ، فقلت: كَذَبْتِ. فقالت: بَلَى، إِنَّا لَنَقْرِضُ منه الْجِلْدَ، وَالثَّوْبَ، فَخَرَجَ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى الصَّلَاةِ وقد ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فقال: ما هذا، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قالت، فقال: (صَدَقَتْ، فما صلى بَعْدَ يَوْمِئِذٍ صَلَاةً إلا قال في دُبُرِ الصَّلَاةِ: رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعِذْنِي من حَرِّ النَّارِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ). (١)

قلت: والذي يرجح أن المراد بدبر الصلاة قبل السلام أنه ورد عند البخاري في صحيحه من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) الحديث بنحو حديثها هذا وبوب عليه البخاري: باب الدعاء قبل السلام.


(١) -أخرجه النسائي (المجتبى) (٣/ ٧٢رقم١٣٤٥) واللفظ له وفي الكبرى (١/ ٤٠٠رقم١٢٦٨) و (٦/ ٤٠رقم٩٩٦٦)
وأحمد في المسند (٦/ ٦١رقم٢٤٣٦٩) كلهم من طريق يعلى. والطبراني في الأوسط (٤/ ١٥٦رقم ٣٨٥٨) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، كلاهما عن قدامة
عن جسرة بنت دجاجة. وهذا الإسناد ضعيف، فيه قدامة هو: ابن عبد الله بن عبدة البكري العامري الذهلي أبو روح الكوفي ذكره ابن حبان في الثقات (الثقات٧/ ٣٤٠) وقال بن حجر: مقبول (التقريب٥٥٢٧) (التهذيب٨/ ٣٢٦) وجسرة بنت دجاجة وثقها العجلي، وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال البخاري: عندها عجائب، وقال الدار قطني: يعتبر بحديثها، وقال بن حجر: مقبولة. (معرفة الثقات ٢/ ٤٥٠، (التاريخ الكبير٢/ ٦٧،الثقات٤/ ١٢١،التقريب٨٥٥١،سؤالات البرقاني١/ ٢٠)
قلت: وأما عذاب القبر، فعند البخاري (٦٣٦٦) ومسلم (٩٠٣) من حديث عائشة قالت: دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما .... فقال: (صدقتا إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها) فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.

<<  <   >  >>