للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(, وقد بوب الإمام البخاري في كتاب الدعوات بـ (باب الدعاء بعد الصلاة) (١)

قلت: ومن ذلك الحديث الذي أخرجه بن حبان في صحيحه بإسناد صحيح (٢) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدَّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ)

ووجه الشاهد من الحديث قوله (إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ)

فائدة في صفة عدد الأذكار:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والأذكار التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلمها المسلمين عقيب الصلاة أنواع أحدها: إنه يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا وثلاثين، ويكبر ثلاثا وثلاثين، فتلك تسع وتسعون، ويقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ,له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والثاني: يقولها خمسا وعشرين ويضم إليها لا إله إلا الله، والثالث: يقول الثلاثة: ثلاثا وثلاثين، وهذا على وجهين أحدهما أن يقول كل واحدة ثلاثا وثلاثين، وهذا الرابع، والخامس: يكبر أربعا وثلاثين ليتم مائة. والسادس: يقول الثلاثة عشرا عشرا.

فهذا هو الذي مضت به سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (٣) وقال أيضا: والمأثور ستة أنواع:

أحدها: أنه يقول هذه الكلمات عشرا عشرا عشرا فالمجموع ثلاثون.

والثاني: أن يقول كل واحدة إحدى عشر، فالمجموع ثلاث وثلاثون.

والثالث: أن يقول كل واحدة ثلاثا وثلاثين، فالمجموع تسع وتسعون.

والرابع: أن يختم ذلك بالتوحيد التام فالمجموع مائة.

والخامس: ان يقول كل واحد من الكلمات الأربع خمسا وعشرين فالمجموع مائة (٤) قلت: ولم يذكر شيخ الإسلام إلا خمسة أنواع مع أنه قال والمأثور ستة أنواع فلعل السادس غفل عنه أو سقط من النساخ.


(١) - الصحيح ٥/ ٢٣٣١)
(٢) - ٥/ ٣٧٢رقم ٢٠٢٥
(٣) - (الفتاوى الكبرى١/ ٢٠١،٢٠٠)
(٤) - (مجموع الفتاوى٢٢/ ٥١٦،٥١٥)
١٨ - ... شرح مسلم ٥/ ٩٣

<<  <   >  >>