للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأحيانا يطلق الدبر ويقيد بموضع ما بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة كما في حديث ابن عَبَّاسٍ قال: قَنَتَ رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا مُتَتَابِعًا في الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، في دُبُرِ كل صَلَاةٍ، إذا قال: سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ، من الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَدْعُو على أَحْيَاءٍ من بَنِي سُلَيْمٍ، على رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ من خَلْفَهُ. (١)

وخلاصة القول: أن المراد بدبر الصلاة بعد السلام إذا كان سياق الأحاديث في الذكر من تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وإذا كان السياق في الدعاء فغالبه قبل السلام.

ولا شك أن الدعاء في الصلاة أولى لأنه في حال مناجاة الرب سبحانه, قال شيخ الإسلام: (وذلك لأن المصلى يناجى ربه فإذا سلم انصرف عن مناجاته ومعلوم أن سؤال السائل لربه حال مناجاته هو الذي يناسب دون سؤاله بعد انصرافه, كما أن من كان يخاطب ملكا أو غيره فإن سؤاله وهو مقبل على مخاطبته أولى من سؤاله له بعد انصرافه) (٢) وقال في موضع آخر (الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن والمساند تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاته قبل الخروج منها وكان يأمر أصحابه بذلك ويعلمهم ذلك) (٣)

ومع ذلك فإن الدعاء مشروع بعد السلام وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم يدعو بعد الصلاة لكن بصيغة الإفراد ولم يكن الدعاء جماعيا (٤).


(١) - أخرجه أبو داود واللفظ له (٢/ ٦٨) رقم (١٤٤٣) واحمد في المسند (١/ ٣٠١) رقم (٢٧٤٦) وابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣١٣) رقم (٦١٨) وابن الجارود في المنتقى (١/ ٦٠) رقم (١٩٨) والحاكم في المستدرك (١/ ٣٤٨) رقم (٨٢٠) والبيهقي في الصغرى (١/ ٢٧٢) رقم (٤٤٢) والكبرى (٢/ ٢١٢) رقم (٢٩٧١) والطبري في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) (١/ ٣١٦) كلهم من طريق ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة. وثابت هذا هو: ابن يزيد الأحول ثقة ثبت (التقريب (٨٣٤) وهلال هو: ابن خباب العبدي صدوق تغير بآخره (التقريب٧٣٣٤) وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٦٢٨): (قال الحافظ أبو بكر الحازمي هذا حديث حسن وكذا قال المنذري في كلامه على أحاديث المهذب وقال النووي إسناده حسن أو صحيح)
(٢) - (مجموع الفتاوى٢٢/ ٥١٣_٥١٤)
(٣) - (٢٢/ ٤٩٢)
(٤) - الأحاديث الواردة في الدعاء بعد التشهد وقبل السلام ص١٤٤

<<  <   >  >>