للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عالية الجودة، ومن أجودها عمل ثياب الشَّرَب الفائق، وهي ثياب رفيعة ذات قيمة عالية، تقدر بثلاثمائة دينار للثوب الواحد، ولم يكن مشغولا بالذهب، وقيل: إنه في سنة (٣٩٨) ثلاثمائة وثمانية وتسعين من الهجرة، بيع حلتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار، وهذا مما لم يسمع بمثله ببلد، في ذلك الزمان، وكان الوالي عليها عنبسة بن إسحاق الضبي أيام المتوكل، سنة (٢٣٨) ثمان وثلاثين ومائتين من الهجرة، وفي يوم عرفة من هذه السنة هاجمها الروم فملكوها وما فيها، وقتلوا بها جمعا كثيرا من المسلمين، وسبوا النساء والأطفال وأهل الذمة، وعلى أثر ذلك أمر المتوكل ببناء حصن دمياط، فبقيت في أيدي المسلمين إلى أن كان شهر ذي القعدة سنة (٦١٤) أربع عشرة وستمائة من الهجرة، عهد الملك العادل أبي بكر بن أيوب هاجمها الإفرنج، فهذا شيء من قديم تاريخ هذه المدينة العريقة، في جمهورية مصر العربية اليوم (١).

[مؤلفاته]

أنشأ خطبا سماها تحفة الألباء، وهي على حروف المعجم، في مجلد، ونظم في وقعة التتار بشقحب (٢): كانت بقيادة ابن تيمية في أول رمضان سنة (٧٠٢) ثنتين وسبعمائة من الهجرة، وحصل للناس شدة عظيمة وظهر فيها من كرامات الشيخ وإجابة دعائه وعظيم جهاده وفرط شجاعته ونهاية كرمه ونصحه للإسلام وغير ذلك ما يتجاوز الوصف (٣)، - قصيدة أولها: الله أكبر جاء


(١) معجم الشيوخ ٢/ ٤٠٩، والدر ٣/ ٨، ومعجم البدان ٢/ ٤٧٢ - ٤٧٥.
(٢) موضع قرب دمشق، وهي قرية صغرة قبلي دمشق على تخوم أرض حوران تبعد عن دمشق ٣٧ كيلو مترا. وشقحب تقع تحت جبل غباغب وهي قرية في أول عمل حوران، انظر: تاج العروس (١/ ٣٢٤) ومعجم البلدان (٤/ ١٨٤) والسلوك (١/ ٩٣٢).
(٣) توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم (٢/ ٨).

<<  <   >  >>