والقرآن كلام الله تعالى، وهو صفته وصفات الله - عز وجل - ليست مخلوقة، وليست إضافة الكلام إليه تعالى إضافة وصف، بل إضافة صفة على الحقيقة، ومن زعم غير هذا فقد وقع في بدعة عظيمة، وهي القول بالحلول ووحدة الوجود، وقد سدد الله تعالى في الأمرين أهل السنة والجماعة فقالوا: بقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(١) وأثبتوا لله تعالى الأسماء والصفات على الحقيقة، وعلى ما يليق بجلال الله وعظمته، بلا كيف ولا تمثيل.
١٣ - أصغى إليه فوعى بأذنه ما سمعا ... ثم أجاب مسرعا جواب ثبت أروع
مراد الناظم من هذا القول أن الله تعالى كلّم موسى بصوت مسموع، سمعه موسى، بأذنه ووعى كلام ربه - عز وجل -، ونتيجة لذلك أجاب دون تردد في أن من كلمه هو ربه سبحانه وتعالى، وأسرع في تنفيذ ما كلف به من رسالة إلى فرعون وقومه.