للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآخرِ، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسأَلني فأُعطيه، من يستغفرني فأَغفر له؟ ) (١) وفي آية الكرسي {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (٢) أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه، فلا يستطيع أحد منهم أن يدنو منه، وأنه العظيم عن مماثلة أو مشابهة المخلوقين، ولا خالق سواه سبحانه وتعالى، وقد آمن أهل السنة والجماعة بما أخبر الله - عز وجل - به في كتابه، وتواتر نقله عن رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأجمعوا على أنه سبحانه فوق السماوات على عرشه، عليُّ على خلقه، فأصبح ذلك من المعلوم في الاعتقاد بالاضطرار من الكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة، وقبلت هذا الفطر السليمة، حتى غير المسلمين يعتقدون أن الله في السماء، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام عظيم في هذا (٣) ولما سئل أبو حنيفة عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ ! ! ، قال: قد كفر، لأن الله يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٤) والسماء قبلة الدعاء، وقد اتفق الناس على أنه على كل شيء سبحانه، بمعنى أنه قاهر


(١) متفق عليه.
(٢) من الآية (٢٥٥) من سورة البقرة.
(٣) انظر (درء تعارض العقل والنقل ٢/ ٥٩، ٧/ ٢٧، والفتاوى ٤/ ٤٥).
(٤) الآية (٥) من سورة طه ..

<<  <   >  >>