لقد توصّلت ـ وَللَّه الْحَمد والمِنَّة ـ إِلَى نتائج طيّبة؛ أهمها مَا يَأْتِي:
أَولا: أَن رِسَالَة الإِمَام الشَّافِعِي ـ رَحمَه الله ـ كَانَت النواة واللبنة الأولى للمؤلّفات الْأُصُولِيَّة على وَجه الْعُمُوم وللشافعية على وَجه الْخُصُوص، حَيْثُ شرحت “الرسَالَة” من قِبَل أَرْبَعَة فحول من فحول الشَّافِعِيَّة، وَكلهمْ من عُلَمَاء الْقرن الرَّابِع.
ثَانِيًا: نمو المؤلفات الْأُصُولِيَّة وازدهارها بِدْءًا من الْقرن الرَّابِع، حَيْثُ بلغت فِيهِ المؤلفات خَمْسَة عشر مؤلفاً، وَبَلغت الذرْوَة فِي الْقرن الثَّامِن وَالتَّاسِع، حَيْثُ كَانَت فِي الثَّامِن خَمْسَة وَخمسين، وَفِي التَّاسِع ثَلَاثَة وَخمسين مؤلفاً أصولياً، ثمَّ بدأت تقل شَيْئا فَشَيْئًا، حَتَّى بلغت مؤلَّفين فِي الْقرن الرَّابِع عشر.
ثَالِثا: لقد حظيت بعض الْمُتُون الْأُصُولِيَّة بالنصيب الأوفر بالاهتمام بهَا من قِبَل عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة؛ فَمن تِلْكَ الْمُتُون المشروحة ١:
أ - “الْمِنْهَاج” للبيضاوي، حَيْثُ جُعل عَلَيْهِ سَبْعَة وَثَلَاثُونَ عملا، مَا بَين شرح واختصار ونظم لَهُ، على امتداد خَمْسَة قُرُون، من عَام (٦٨٨ هـ) إِلَى عَام (١٠٨٧ هـ) .
وَقد قَامَ بِتِلْكَ الْأَعْمَال الْعلمَاء التالية أَسمَاؤُهُم: -
١ -) مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مَحْمُود الْجَزرِي (ت ٧١١هـ) .