للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأزمنة في اللغة العربية

تأليف

فريد الدين آيدن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

أما بعد: فإنَّ الأزمنةَ ذاتُ أهمّيّةٍ بالغةٍ من حيث علاقة الفعل بها، وإنْ لم تكن من المسائل الأساسية للّغةِ. فإنَّ علماءَ العربيةِ وإنْ كانوا قد خاضوا مثارَ البحثِ والجدلِ في دقائقِ علومِ اللغةِ، إلاّ أنّهم لم يكترثوا لهذا الأمرِ أو لم ينتبهوا له بكلِّ ما يستحقُّهُ من اهتمامٍ. ولعلّ التقليدَ قد حجبهم عن اكتشافهِ، وقد يكون ذلك ناشئاً من أسبابٍ أُخرىَ.

هذا، ولا نقولُ أنّ علماءَ العربيةِ لم يَفْطَنُوا إلى حقيقةِ الزمانِ من حيث علاقة الفعل به، إذ لا يجوز أن يكون قد التبس عليهم الفرقُ بين معاني الفعلِ الخاليِ عن القيودِ الزمانية، وبين الفعل المقيَّدِ بها مثل (طَلَبَ) و (سَبَقَ أنْ طَلَبَ) و (يَكُونُ قَدْ طَلَبَ) و (لَوْلاَهُ لَمَا طَلَبَ) . فإنّ الفرقَ بين هذه التراكيبِ المختلفةِ واضحةٌ بيّنةٌ. ولابدّ أن يكونوا قد أدركوا هذا الفرقَ، إلاّ أنّهم لم يدخلوا في تفاصيلها ولم يجعلوا لكلٍّ من الصِّيَغِ الزمنية باباً خاصاً كما قد تَّم ذلك في كثيرٍ من اللّغات.

 >  >>