للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والفعلُ المضارعُ الذي يأتي بعد (لم) ، كذالك يدلُّ على الماضي المطلقِ، ولكن على سبيل النّفيِ. مثل (لم يَنَلْ) في قول الشاعر:

"كَمْ شُجَاعٍ لم يَنَلْ مِنْهَا الْمُنَى * وَجَبَانٍ نَالَ غَايَاتِ الأَمَلْ"

هذا، ومن الجديرِ بالإشارةِ؛ أنّ هذه المقولةَ قد جمعتْ بين صيغتي السّلبِ والإيجابِ للماضيِ المطلقِ. قد جائتْ صيغةُ السّلبِ في الصدر (لم يَنَلْ) ، وصيغة الإيجابِ في العَجُزِ (نَالَ) . فحاصلُ ما يدخلُ تحتَ هذا البابِ: أنَّ كلَّ صيغةٍ فعليةٍ خبريةً كانتْ أم إنشائيةً إذا كانت تُنْبِئُ عن حدثٍ فيما سَبَقَ دونَ أيِّ تحديدٍ بوقتٍ مُعَيَّنٍ فإنّه الماضي المطلق.

[٢ـ الحال المطلق THE PRESENT UNCONDITIONAL TENSE]

هو الفعلُ الذي يُخْبِرُ المتكلِّمُ عن حدوثِهِ في الحيِن الذي يتكلَّمُ دونما تحديدٍ به بوقتٍ مُعَيَّنٍ. كـ (يُنْبِئُ) في الْمَثَلِ السائر: "الصدقُ ينبئُ عَنْكَ لاَ الْوَعِيدُ. فـ (يُنْبِئُ) هنا فعلٌ مضارعٌ مطلَقٌ لا حدودَ لوقتهِ. إذ يُضْرَبُ المثلُ بهذه المقولةِ للجبانِ، يتوعَّدُ ثَّم لا يفعل. وذلك في الحين الذي يناسب، دون أيِّ قيدٍ بوقتٍ مُعَيَّنٍ. يجوز أن يكونَ الفعلُ على صيغةِ الماضي في تأويلِ المضارعِ كما في المثل السائر أيضاً: "مَنْ صَبَرِ ظَفَرَ" أيْ من يَصْبِرْ يَظْفَرْ، في الحين الذي يتمسّك بالصبر. فالظفر موكَلٌ بالصبر في كلِّ حالٍ دونما أيّ قيدٍ بزمانٍ مُعَيَّنٍ. وكذلك الفعلان الواردان في جملتي النفيِ والإثباتِ، كما في المثل التركي: "ما نهض أحدٌ غاضباً إلاَّ وجَلَسَ خَاسِراً" أي من لا يملك نفسه من النهوض غضباً على غيره، فإنه يخسر بذلك في حينه متى كان، على الإطلاق.

***

[٣ ـ المستقبل المطلق: THE FUTURE UNCONDITIONAL TENSE]

وهو الفعلُ المضارعُ الذي يستهلُّ بإحدىَ أداتَيِ الزّمان الآتي. وهما (السين وسوف) كـ (سَيَعْلَمُ) في قول المتنبي:

<<  <   >  >>